دراسة تخصص العلاج الطبيعي في تركيا: التكاليف ومدة الدراسة

تتفرد مهنة الطب بالكثير من التخصصات الفرعية، التي تساعد وتهتم بالمريض قبل وبعد إجراء العمل الجراحي أو عملية التشافي، ومن هذه الفروع المهمة تخصص العلاج الطبيعي، الذي بات تخصصاً لا يمكن الاستغناء عنه، من أجل تحسين بعض الوظائف الجسدية التي قد تضررت بفعل عوامل عدة.

ما هو العلاج الطبيعي؟

العلاج الطبيعي: مهنة طبية وأحد فروع الطب المهمة التي تقدم خدمات للأفراد من أجل تطوير الحركة إلى الحد الأقصى، وتشمل أيضاً تقديم الخدمات في الظروف التي تكون فيها الحركة مهددة بسبب الشيخوخة أو الإصابات أو الأمراض أو العوامل البيئية.

يهتم تخصص العلاج الطبيعي بتحديد وتحسين نوعية الحياة، وإمكانية الحركة ضمن مجالات الوقاية والعلاج والتأهيل وإعادة التأهيل، وينطوي العلاج الطبيعي على التفاعل بين المعالج والمرضى.

تاريخ تخصص العلاج الطبيعي

إن تخصص العلاج الطبيعي ظهر منذ آلاف السنين كمثله من التخصصات التي عرفها ومارسها الإنسان منذ القديم، إذ أن الأطباء الصينيين استخدموا التدليك والمساج في العام 3000 قبل الميلاد، وإلى اليوم يعتبر الأسيويون بشكل عام أمهر الأشخاص في تخصص العلاج الطبيعي بفروعه المختلفة، وهو لديهم علم قائم على دراسات طبية كثيرة، إضافة إلى أن أطباء مثل أبقراط، وبعده جالينوس، كانوا من أوائل الذين مارسوا العلاج الفيزيائي والتدليك وتقنيات العلاج اليدوي والعلاج بالماء في عام 460 قبل الميلاد.

ولا يمكن إغفال دور العرب في تخصص العلاج الطبيعي أيضاً، فقد أسهم الأطباء العرب في انتشار هذا النوع من التداوي، والذي كان يعرف باسم الطب الشعبي، بداية من الحجامة، وانتهاء باستخدام التدليك لمعالجة الكثير من الأمراض.

وبالعودة إلى تخصص العلاج الطبيعي في العصور الحديثة، نجد أنه في عام 1894م، قد بدأ يذكر لأول مرة كمهنة طبية عندما قامت مجموعة من الممرضات البريطانيات بتأسيس جمعية للعلاج الطبيعي، والتي عرفت بـ (Chartered Society of physiotherapy)، وشهدت هذه المهنة تطوراً سريعاً خلال الحرب العالمية الثانية بسبب تزايد حالات إصابات النخاع الشوكي في مستشفيات العظام، الأمر الذي وضع تخصص العلاج الطبيعي أمام تحديات كبيرة من أجل البحث والتجريب والتطوير في الطرق والأدوات.

أهداف العلاج الطبيعي قصيرة الأمد

• تسريع عملية الشفاء.
• تخفيف الألم.
• تحفيز العضلات وتخفيف الانتفاخ.
• زيادة الحركة للعضلات والمفاصل والمحافظة عليها.
• زيادة القوة العضلية والمحافظة عليها.
• تحسين الاتزان، وتخفيف الشد العضلي.
• تثبيط أو تحفيز الجهاز العصبي المركزي.
• تحسين هيئة الجسم، وتحسين المشي والتآزر الحركي والدورة الدموية في الجسم.

 أهداف طويلة الأمد

• الوصول إلى المستوى الحركي والصحي الذي كان قبل حدوث الإصابة عند المريض.
• تخفيف الإصابة والمشاكل الوظيفية.
• تعزيز المحافظة على اللياقة الصحية والعضلية لمنع الإصابة ببعض الأمراض أو الإعاقات.

الحاجة إلى العلاج الطبيعي

تتزايد الحاجة إلى تخصص العلاج الطبيعي في مجالات الصحة المختلفة بشكل مُطرد، يربو بكثير على ما يمكن توفيره من عاملين مؤهلين في هذا المجال، والعوامل كثيرة نذكر من بعضها ما يلي:

• التقدم السريع في المعرفة الطبية، وفي تطبيق العلاج الطبيعي في منع وعلاج الحالات المتزايدة والمتنوعة.
• زيادة المعرفة بمشاكل الأمراض المزمنة والإعاقات الجسدية والعقلية، التي نتج عنها امتداد سريع في برامج الرعاية الصحية مشتملة على التأهيل لكل الفئات العمرية.
• تطوير برامج العلاج الطبيعي على المستوى المحلي والدولي في الأقسام الصحية، كنتيجة لتحديث أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
• الدراية المتزايدة وفهم أن العناية بالمرضى المزمنين تتطلب طرق محددة وتخصصية، تأخذ في الحسبان الأوجه النفسية والاجتماعية والتعليمية والمهنية للحالة الطبية.
• زيادة احتياجات البرامج التعليمية، وطلبها للخدمات الاستشارية والتعليمية لأخصائي العلاج.
• وعي المريض المتكامل أنه يوجد بديل للأدوية الطبية التي تدخل في تركيبها الكيماويات، والتي تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها تماماً، حيث إنها تؤثر على وظائف الأعضاء الأخرى.

أشهر الأمراض التي يدخل في علاجها تخصص العلاج الطبيعي

يدخل تخصص العلاج الطبيعي في الكثير من الحالات، بناءً على احتياجات المريض، وما يقرره الفريق الطبي، من هذه الحالات:

• أمراض الجهاز العضلي وإصاباته: (ضمور العضلات – الشد العضلي – وهن العضلات)
• أمراض الجهاز العظمي وإصاباته: (التواء العمود الفقري- إصابات الكسور- عمليات العظام – عمليات الرباط الصليبي)
• أمراض الجهاز العصبي وإصاباته: (الشلل بجميع أنواعه – التهاب الأعصاب – مشاكل الديسك -إصابات العمود الفقري)
• الأمراض الباطنية والقلب: (اضطرابات الدورة الدموية – ارتفاع الضغط الشرياني-  الذبحة الصدرية – ما بعد عمليات القلب المفتوح)
• أمراض الجهاز التنفسي: (الربو -التهاب القصبات – تليف الحويصلات الهوائية)
• أمراض المفاصل: (الروماتيزم – تآكل الغضاريف المفصلية – خشونة المفاصل – تصلب العمود الفقري – التهاب المفاصل)
• أمراض الجهاز البولي والتناسلي: (سلس البول الناتج عن الضعف العضلي – التهاب البروستات)
• الأمراض والإصابات الجلدية: (الحروق – الجروح – الصدفية – بعض اضطرابات الجلد الناتجة عن التلوث البكتيرية)

تخصص العلاج الطبيعي في تركيا

قام الرئيس الفخري لجامعة حاجي تبه (Hacettepe Üniversitesi) الدكتور”إحسان دوغراماتشي” بإنشاء أول كلية للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل في الجامعة في عام 1961م، وبذلك وضع الأساس لمهنة العلاج الطبيعي في تركيا، وقد اعتبرت الكلية الوحيدة لمدة 25 عاماً، ثم تعاقب افتتاح العديد من أقسام العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، كان أولها في جامعة إسطنبولİstanbul Üniversitesi) ) عام 1986م، ثم جامعة دوكوز إيلول ((Dokuz Eylül Üniversitesi عام 1993م، ثم جامعة باموكالي  Üniversitesi) (Pamukkaleعام 1995م، ثم جامعة أبانت عزت بيسال (Bolu Abant İzzet Baysal Üniversitesi)عام 1996م، ثم جامعة دوملوبينار (Dumlupınar Üniversitesi)عام 1997م، ثم جامعة باشكنت (BaşkentÜniversitesi) عام 1998م.

واليوم وصل عدد الجامعات التركية التي تدرس تخصص العلاج الطبيعي إلى ما يقارب 52 جامعة بين حكومية وخاصة، حيث تخرج منها منذ عام 1969 إلى الآن أكثر من 8 آلاف أخصائي علاج طبيعي، يعملون في المشافي والمؤسسات الطبية التركية، وخارج البلاد أيضاً.